شباب كوووول
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة المنتدي
شباب كوووول
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة المنتدي
شباب كوووول
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
شباب كوووول


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  التسجيلالتسجيل  

 

 ما أحلي ذلك !!!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد عبد الشافي
Admin
أحمد عبد الشافي


عدد المساهمات : 796
ما أحلي ذلك !!!  Mod
العمر : 40
ما أحلي ذلك !!!  Accoun10
تاريخ التسجيل : 11/02/2009

ما أحلي ذلك !!!  Empty
مُساهمةموضوع: ما أحلي ذلك !!!    ما أحلي ذلك !!!  Emptyالإثنين يوليو 12, 2010 2:33 pm

ما أحلي ذلك !

فرقتهما الأيام و باعدت بينهما السنين و لم يدري كل واحد عن الآخر شيئا طوال سنوات عدة...فهما أولا كانا طفلين صغيرين و كل منهما يتباهي بأنه إلي الله اقرب وكانا يتقربان إلي الله بكل الطاعات.. و الحسنات و أعمال الخير ... و لم يكن عندهما العقل الناضج الذي يعرفهما أن فعل الخير لا يحتاج أبدا إلي تباهي ... بل أن التباهي يخسر العمل و يفسده و لكنهما كانا طفلين و لم يفهما هذا الأمر...
و كانا يلتقيان يوميا في المسجد.. خمس مرات لخمس صلوات و كانا يذهبان إلي تحفيظ القران ثلاث مرات أسبوعيا... و يتنافسان في من سوف ينهي الحفظ أولا.. و من يقدر أن يختم القران قبل الآخر.. ...
و بالفعل استطاع " صبري" أن يختم القران قبل " ناصر" و كان صبري عنده قابلية كبيرة للتعلم و الحفظ و التجويد بصورة رائعة أيضا ... في هذه السن المبكرة.. و كان مثار اهتمام من كافة معلميه في المسجد.. و كانا يحضران أيضا دروس في السيرة النبوية الشريفة.. و قصص الانبياء الكرام..
و مرت الأيام و كلا منهما ينهل من بحر الإيمان و الدين و العلوم الطيبة الطاهرة المشرفة.. و حدث أن سافر " ناصر" إلي احدي الدول لان والده سوف يعمل هناك و سوف يأخذ كل أسرته معه علي عكس " صبري" الذي ظلت أسرته مستقره في بلده...
و غاب " صبري" عن "ناصر" لأول و مرة و أحس الأول بوحدة غريبة لم يعهدها من قبل.. فصديقه الطيب الحسن الخلق هذا كان يملا عليه كل اليوم و يسهل عليه الدروس حيث انه و رغم جلوسه بجواره دون أن ينطق كلمة واحدة خلال الدروس .. رغم ذلك فهو كان يشعر بالسعادة و الفرحة لان صديقة الطيب جواره و يحثه علي كل شئ و كل خير و يتمني له مستقبل سعيد و كان يملأ سجوده لله عز و جل بالدعاء لصديقه .. و كان الله عز و جل من رحمته و لطفه بعباده يستجيب لهذه الدعوات الطيبة المباركة..
سافر " ناصر" إلي بلد طيبة شقيقة مباركة فيها خير و إيمان..... و احس قليلا بالوحشة ...و لكن الله عوضه خيرا بأنه وجد رفقاء خير في المسجد القريب من مسكنه ووجد أناس يحبون الناس في الله و رسوله.. و لا يريدون سوي طاعة الله عز و جل و سوي أن يقدمون أي خير و عمل حسن طاعة لله و تقربا منه عسي أن يتقبل الله منهم و يكونون من عباد الله المخلصين الطيبين الطاهرين..
تقدمت السنين بــ"ناصر" و ازداد علمه و تدينه حتى انه خلال أعوام قليلة أصبح هو إمام هذا المسجد الطاهر و صار الناس يحضرون إليه خاصة بعد أن أتقن التجويد إتقان تام و القراءات و أصبح من المحفظين المشهورين في هذه القرية الصغيرة و أصبح الأطفال يتوافدون عليه من اجل تحفيظهم كتاب الله الكريم...
و أبحر هو في العلوم الدينية أكثر و أكثر و قال عبارته التي كان دوما يرددها في كل مجلس للعلم و إلقاء الدروس :-
- " كلما قرأت أكثر .. شعرت بضعفي أكثر و ذلي أكثر و أكثر لله عز و جل.. فهمها فعلت لن اصل إلي مقدار ذرة من اقل نعمة منحها الله عز و جل لي .. كم أنت رحيم و طيب و كريم يا الهي العزيز"..
و سار في طريقة و قد كرس كل حياته من اجل الله سبحانه و تعالي و خدمة القران الكريم و دراسة علومه و قد أيقن هو انه حتى لو افني حياته كلها في دراسة كتاب الله العزيز الكريم لن يقدر علي أن يصل إلي نقطة واحدة من بحر العلم ...
فالذين سبقوه افنوا حياتهم كلها و منهم من كان يجلس بجوار نهر حتى يضع الخبز فيه و يأكله لأنه إن امسك بالخبز و كسره ليأكله فهذا مضيعة للوقت .. و هو لا يملك هذا الوقت أبدا فقد وهب كل حياته من اجل مرضاة الله سبحانه و تعالي و حسن عبادته جل و علا..
أين هو من هذه النماذج الطيبة الطاهرة التي أثرت المكتبات الإسلامية بكتب لا يمكن أن نري مثيلا لها في أي علوم أخري أو أي حضارة أخري بادت أو لا تزال موجودة ؟
و كان حلمه أن يبحر أكثر و أكثر في علوم القران الكريم حتى يقدر في المستقبل أن يضع هو تفسيرا للقران الكريم .. حلم صعب ؟ و لم لا ؟ . إن حلم حياته أن يترك شيئا يجعله مخلدا عند ملائكة الله عز و جل و تكون أعظم صدقة جاريه ينال من حسناتها إلي يوم الدين.. فكل من يقرا تفسيره للقران الكريم .. و يتعلم جديد و يعلم أمورا لم يكن يفهمها من قبل.. كل هذا يأخذ عليه هو حسنات في كل وقت و حين ... هل هناك تجارة أعظم و أطيب و اغلي من هذه التجارة مع الله سبحانه و تعالي ؟ انه حلمه الأثير و قد وهب كل حياته لله سبحانه و تعالي و يحلم بان يقدره الله يوفقه في تحقيق هذا الحلم الطاهر الطيب الكريم..
و لم يدري هو كم انفق من وقت في سبيل تحقيق هذا الحلم و لكن هذا الحلم كان يحتاج إلي دراسات كبيرة و شاملة من اجل أن ينفذه علي بركة الله فهو أمر صعب جدا و يجب عليه أن يتعلم علم الحديث أيضا .. حتى يقدر أن يستشهد بأحاديث صحيحة ثابتة و لا يسقط في هوة من فسر القران و كانت في تفسيراته أحاديث ضعيفة.. انه يجب أن يتم عمله و أن يكون خالصا لله عز و جل.. و قال ياربي.. أنا قد نويت أن أفني عمري من أجلك و اجل كتابك الكريم فيسر لي أمري بإذنك و رحمتك و هدايتك إلي تحقيق حلمي .. و إن مت قبلها ياربي .. فجازيني قدر نيتي..إن رحمتك و فضلك و كرمك و عطائك الهي لا يحدهما مكان و لا زمان..
و شعر براحة غريبة بعد اسلم كل حياته و عمره لدراسة كتاب الله و قد اخلص النية لله عز و جل من اجل ذلك.. و كان أحيانا يشعر ببعض الحزن لان صديق طفولته الذي لا يمكن أن ينساه قط لم يعد يهتم بمراسلته قط.. و هو لا يدري ذلك و قد كان يراسله إلي خمسة أعوام مضت من اثنتي عشرة سنه قضاها في الغربية.. حيث انه ذهب إلي هذه البلد و هو طفلا لا يجاوز الثانية عشرة و الآن هو في ريعان الشباب و قد جاز العشرين بخمس تقريبا...
و قد دفعه الشوق و الحنين إلي الذهاب إلي بلده الأصلية من اجل أن يقابل صديقه الذي انقطعت خطاباته و طال الشوق إلي لقياه و الجلوس و الحديث معه مرة أخري..
و قال في نفسه إن صديقه هذا دوما كان أفضل منه في التجويد و الحفظ و استيعاب المعلومات مهما كانت معقدة و كان يملك صوت رخيم قوي يخلب الألباب و يجعلك منصت مهتم لكل كلمة يقولها.. و يجعلك تخشع في أثناء سماع تلاوته علي الرغم من انه كان طفلا... لا شك في انه قد أصبح من كبار القراء الآن...
و هو لم يكن يدري ماذا حل حقا بصديقه و لم يكن يدري أن المغني الشهير الذي يتهافت المراهقون علي سماع أغانيه هو " صبري" صديقه و لكن كيف هذا ؟
في احدي المرات و أثناء قراءة " صبري" للقران منذ 5 سنوات جاء صديق لوالده و كان مع الصديق رجل آخر يبدو غضب الله و مقته ظاهرين علي وجهه.. و كان يبدو كما لو انه شيطان قد تمثل في صورة بشر.. فما إن سمع صوت " صبري" الطيب الجميل .. لم يخشع فالشياطين لا تخشع للقران.. و لكنها تحترق.. و هو كذلك احرقه أن هذا الولد صوته جميل و لا يغني ؟
كيف هذا الأمر و أن هذا الصوت يمكن أن يدر علي الولد الملايين وطبعا سوف تكون هناك عمولة كبيرة من شركات الإنتاج في حالة انه قدم " صبري" أليهم و ربما "تضرب" معه و يصبح هو مدير أعماله .. يا سلام..
حقا هم أناس يتفننون في معصية الله و يتمتعون بأموال حرام من شباب ضائع لا هم لهم سوي متابعة أغنية هذا و حديث تلك و مشكلة المغنية الفلانية التي كسر ظفرها.. يا حرام!
و دارت الفكرة الشيطانية في راس هذا الشيطان الآدمي و لعب هو في راس " صبري" و أغراه بالمال و الشهرة و حب الناس و تهافت المعجبات عليه و كل هذه الحقارات التي لا تغوي سوي ضعاف النفوس و أصحاب الفكر السئ و من يهمهم أن ينالوا نصيبهم في الدنيا و في الآخرة شئ آخر.. و يقولون أن ربنا غفور رحيم.. ! طيب يا أخي الله غفور رحيم لا جدال في هذا و لكن لمن يغفر و من يرحم؟ عليك أن تظهر طاعة و تعمل الخير حتى و إن كان قليلا حتى يغفر الله عز و جل لك...
و في بادئ الأمر اعترض " صبري" علي هذا الأمر بشدة و بل انه كاد أن يطرد ذلك الشيطان الآدمي..
و بما أن الشيطان أبدا لا يمل من الإغواء و هذا ينطبق أيضا علي الشياطين البشرية فقد حاول أكثر من مرة . حتى ضعف " صبري" قليلا.. و استغل فرصة وفاة والده.. و قال له و هو يعزيه .." ألن تكف عن عنادك؟ من أين سوف تدبر المال الكافي و قد مات معيل الأسرة ؟" .. " كيف سنجد قوت يومك ؟" ..." أنت لم تعمل بعد فكيف؟"
و لعب الشيطان في راس " صبري" مع هذا الشيطان البشري الذي لا يهدأ قط و من أسوأ أنواع الشياطين ..الشياطين البشرية.. فأي شيطان يهرب و يفر منك إن ذكرت الله تعالي و تقربت منه و لكن هذا الشيطان البشري لا يرهب و لا يمل..
و ذهب " صبري" إلي الاستدويو.. و أعجب به جدا مدير الشركة و اثني عليه و قال له باسما :-
" سوف يكون لك مستقبل باهر في عالم الغناء!"
حقا ياله من مستقبل رخيص به متع زائفة زائلة و من ورائه عذاب عظيم..
و قد كان لصوت " صبري" الجميل لطيب اكبر الأثر في احترافه هذا المجال الرخيص الآثم .. و أصبحت شرائطه متداولة في كل مكان الكل يسمع عنه و يعرفه ... و المراهقات يركضن نحوه أو نحو أي شئ يقربهن منه أو نحو أي خير عنه .. و قد افقدهن عقولهن ..و ذلك لأنهن ليس عندهن وازع ديني حقيقي أو ضمير... كل ما يحببنه هو سماع أغانيه... و الشباب أصبحوا يتباهون بارتداء ملابس تحاكي ما يلبسه " صبري" و يغنون أغانيه بل حتى أن الفتيات كن ينجذبن لأي شخص يكون له صوت شبه صوت "صبري" الذي أصبح " أمير الجيل" كما يطلقون عليه في هذا الوقت...
و أصبح مليونيرا في وقت قياسي جدا و لديه العربة الفارهة و البيت الفاخر و لا يأكل أي شئ و لكن يأكل أطيب الطعام و أفخره.. و قد نسي كل ما تعلمه عن القران الكريم و أصبح القران مجرد ذكري و الغريب انه حينما يتذكر .. يجد أن يده لم تمس المصحف الشريف منذ ذلك اليوم الذي ذهب إليه إلي الاستدويو للاختبار..
و في ذلك اليوم قال للشيطان الآدمي" يجب أن اخبر صديقي بذلك!"
و قال له الشيطان" و من صديقك هذا ؟"
قال له في هدوء" انه صديق الطفولة و هو محفظ للقران الكريم "
انتفض الشيطان عيل ذكر هذا الكلام كما لو كان شيطان حقيقي سمع أية الكرسي تتلي و قال في سرعة " إياك أن تفعل هذا سوف يثنيك عن عملك .. لان تحفيظ القران لا يأتي بأموال مثل الغناء.. سوف يحقد عليك و يحاول أن يثنيك لأنه لا يريد لك الخير!!!"
و ساق إليه ألاف الأمثلة و الأدلة و البراهين الكاذبة و اقنع " صبري" بهذا الكلام..
و لان النفس البشرية قد فطرت علي فعل الخير فهو كان يشعر في قرارة نفسه بتأنيب الضمير و إن لم يصرح بذلك .. حيث أن الإنسان إن عصي الله عز و جل شعر الم
و هذا الألم يختلف من نفس لي أخري.. فالمؤمن يشعر بألم شديد جدا إذا ارتكب اصغر الذنوب أما من تولاه الشيطان فهو يشعر ربما بغصة تدوم جزء من الثانية لارتكابه أعظم الخطايا...
نزل " ناصر" إلي بلده و كانت مفاجأة مذهلة له أن يري صديق الصبا قد أصبح مغنيا!! كيف حدث هذا انه لم يصدق نفسه عندما نظر إلي صورة معلقة في الشارع لـ"صبري" و مكتوب عليها " مطرب القلوب!!" .. كاد أن يسقط أرضا و شعر بدهشة عجيبة تمتلك كيانه.. هل هذا هو "صبري" المجود الرائع الذي كان يفخر بأنه صديقا له ؟ انه هو محال ألا يكون غير "صبري" حتى بعد هذه السنين لا يمكن أن يخطئ ملامحه..
هوي ذلك في قلبه كما يهوي السيف البتار و شعر أن قدميه تعجزان عن حمله و ذهب إلي اقرب كرسي في الشارع و جلس عليه و هو يردد كلمة لا تتغير" كيف؟ كيف؟ كيف؟ "
و قابل "ناصر" صديقه "صبري" و طبعا لم يتم هذا الأمر بسهولة حيث انه واجه العراقيل و الحراس الشخصيين و التفتيش الذاتي و كل هذا من اجل أن يقابله و "ناصر" يتحسر علي أيام كانا أطفال و ما في أي فرق بينهم قط.. و قد حاول الشيطان الآدمي الذي هو مدير إعمال "صبري" إثناءه عن مقابلة صديق عمره و لكن كل محاولاته باءت بالفشل.. و تقابلا و رفض " ناصر " أن يسلم علي صديقه و قال له :-
- كيف حالك يا " ناصر"؟
قال في هدوء مكظوم بالغيظ:-
- الحمد لله جل و علا..
قال له في توتر:-
- ألن تسألني عن حالي ؟
قال في برود :-
- حالك معروف قد صرت لله عاصيا و للشيطان مواليا..
قال في غضب:-
- ألن تترك مثل هذا الكلام السخيف!!
قال في غضب اكبر:-
- اسمع يا "صبري" لقد تعاملت معك بهدوء ... و كلامي ليس سخيف و إن كان التقرب إلي الله عز و جل سخافة من وجهة نظرك فياليتني أكون سيد السخفاء كلهم.. أفيق .. أفيق إلي نفسك و انظر ماذا فعلت بها ؟
صمت لبرهة بعد أن اكتشف أسلوبه الخاطئ ثم قال في إصرار:-
- و ماذا فعلت أنا ؟
قال " ناصر" في حدة :-
-انظر إلي صورك و شهرتك و المراهقين الذين يندفعون نحوك و المعجبات.. أتري أن هذا شئ طيب .. ألا تخش من عقاب الله ؟
قال في تعالي :-
- و ماذا في ذلك ....و لماذا تحرم علي هذه النعمة التي أنا فيها .. لا شك في انك تحقد علي كما قال لي مدير أعمالي !
قال " ناصر" في حنق:-
- أيها التعس المسكين! هل تظن أنني أريد حياة فارغة و ضائعة مثل حياتك هذه...؟ فكر في نفسك و فكر في أن كل كلمة تقوله هي عصيان لله... فكر في ألاف البنات اللائي أصبحن تائهات بسببك و في أنهن تركن الصلاة و القران و لا هم لهن إلا سماع أغانيك و شراء شرائطك.. فكر في الشباب الذين أصبحوا يفتن البنات بكلماتك و حركاتك و أسلوبك. و غنائك و هذه الألوف سوف تتعلق في رقبتك يوم القيامة لأنك أنت من اضللها و سوف ينوء ظهرك بحمل كل هذه الذنوب و الأثقال و أنت لا تملك سوي أن تحمل ذنوب فوق ذنوب و خطايا فوق خطايا و آثام فوق آثام .. فكر ...فكر في القران الذي هجرته و في الله سبحانه و تعالي الذي عصيته و في كل لحظة كنت تقضيها في طاعة الله و ذكره و الآن تقضيها في طاعة الشيطان اللعين و معصية الله عز و جل.. فكر في كم ساعة قضيتها مع الشيطان في غنائك و الإعداد لشرائطك الفارغة و كم من جهد بذلت و كم دقيقة قضيتها في الصلاة ..هذا لو انك لم تهجر الصلاة هي الأخرى... فيبدو أن مواعيد عملك مقدسة حتى أنها إن تعارضت مع الصلاة فإرضاء الشيطان عندك
أولي من إرضاء الله جل و علا ... أليس كذلك ؟
قال "صبري" في برود:-
- ماذا تريد الآن إذن ؟
قال "ناصر" و قد هدأ قليلا :-
- أريدك أن تعود إلي الله و تذكر فضله عليك و كم من مره سترك و أجارك و نصرك و تذكر قدرته عليك و كيف انه يقدر أن يهلكك و يفنيك في اقل من لحظة و كم هو رحيم بك .. رحيم بك حتى و أنت تعصاه... تذكر ذلك كله و عد إلي الله سبحانه و تعالي ...تذكر و كن " صبري" الذي عرفته و أحببته... مطيع لله و مجتهد و لا يترك للشيطان عليه سبيل..
فكر " صبري" في كلام صديقه " ناصر" و لكن الشيطان الآدمي قطع أفكاره حتى لا يترك له فرصة للعودة أو التفكير فيها و قال في سرعة :-
- هناك موعد و يجب أن تذهب الآن..
غمغم :-
- و لكن صديقي و ...
لكنه جذبه في سرعة و هو يقول:-
- الآن يا صديقي ..حتى لا نخسر..
و قام بعدها الحرس بطرد " ناصر " شر طرده و ارهبوه و هددوه بالقتل إن عاد ثانية...و لكنه قال في فرحة :-
-أوذيت في سبيلك ربي و في سيبل الدعوة إليك .. فارحمني و اغفر لي و اكتب لي عندك خير الجزاء..
و انصرف إلي حال سبيله و أن لم ينقطع عن الدعوة لصديقة بالهداية و الرحمة و أن يتم انتشاله من ها الوسط اللعين....
و ظل كلام " ناصر " يتردد في أذن " صبري" طوال الوقت حتى انه في الحفلة الغنائية التي كان يغني فيها كان مشتت الذهن و خائر الفكر و البال.. و ذهب بسرعة دون حتى أن تكتمل وصلته الغنائية.. و قد أصابته حاله غريبة فكان يرتعد و يفكر في كل لحظة عصي الله فيها بعد أن هجر القران و علومه و بعد أن أهمل في الصلاة و بعد أن انغمس حتى الأعماق في هذه الملذات الزائلة من أموال و شرهة و حب زائف من الناس و مكانه... و وسط كل هذا نام...
و حلم حلما عجيبا مرعبا... حلم انه يوم القيامة و انه يري أهوال لا قبل لأحد بها و أن البنات اللائي أعجبن به في الدنيا يركضن ورائه و يقلن في صوت مدوي " هذا هو من أضلنا يارب فاذقه عذابا ضعفا من لنار " و كانت البنات في صورة مسوخ متوحشة و الدماء تقطر منهن و الواحدة في حجم الجبل و كل واحدة منهن تتعلق في رقبته .. و كانت بالآلاف و كذلك كان الشباب يتعلقون في رقبته و هو لا يقدر علي حملهن فكان جسده يتفتت إلي قطع صغيرة بصورة مؤلمة ثم يعاد فيركب من جديد و هكذا و الثقل يزيد و يزيد و يشعر أن صدره ينفجر حقا لا جدال و ..
استيقظ فجأة من النوم بعد هذا الحلم المرعب.. أو الرؤيا ...
و هو لا يقد أن ياخذ نفسه من الانبهار و الرعب الشديدين...و قال و هو يبكي من كل كيانه :-
- أخطأت ياربي.. أخطأت و لا سبيل إلي الغناء مرة أخري بإذنك و حولك و قوتك..
سمع بعد ذلك الشيطان الآدمي فقال له مهددا:-
- سوف تفقد مكانتك و حب الناس و كل الأموال و كل العقارات و ..
قاطعه " صبري" قائلا:-
- لا يهم ... كله من اجل الله...
ضحك ساخرا و قال :-
- كما تشاء...
اتجه " صبري" إلي المسجد القديم الذي كان دوما يضمه مع صديق عمره " ناصر " و شهد كثيرا من حلقات التسميع و التحفيظ و هما صغار و تلقيا الكثير من دروس السيرة و قصص الأنبياء في هذا المكان...
شعر " صبري" أن روحه تعود إليه من جديد... علي الرغم من المال و الشهرة و كل شئ.. شعر براحة بال و سعادة لم يشعر بها في وجود كل هذه الأشياء السابقة.. شعر انه قد فقد روحة و عاش في ظل عصيان و متع زائلة.. شعر انه يتسامى و أن روحه تصعد في السماء لتصل إلي اعلي الدرجات...
شعر بسكينة تامة لم يعشر بها منذ أن وطأت قدمه هذا الأستوديو اللعين.. و قام فتوضأ و ذهب لصلاة الفجر...و هناك وجد " ناصر" و قال له :-
- تبت إلي الله عز و جل و أتمني أن يغفر لي.. أتقدر أنت تغفر لي أنت .. ؟
أخذه صديقه إلي صدره و قال :-
- هل تعلم أنني حلمت بأنك قد غفر لك و انك في جنة الفردوس الأعلى و أن جنتك مجاورة لجنة الرسول الكريم...
قال " صبري" في ذهول :-
- معقول ... لا اصدق.. هل يمكن أن تغفر كل هذه الذنوب في لحظة واحدة..
قال له صديقة :-
- يا أخي رحمة الله واسعة ووسعت كل شئ..
لم يدري " صبري" بنفسه إلا و هو ساجد يحمد اله و يشكره و يوقره و يعظمه .. و قد طال به الأمد حتى قال له صديقه :-
- يا أخي الكريم حان موعد الصلاة .. فلنصلي..
و انتظم " صبري" في الصف و صلي لله عز و جل بقلب خاشع مؤمن.. و أدرك كم هو جميل هذا النعيم الحقيقي... لا النعيم الزائل ..
و أدرك انه كم كان مخطئا.. و كم هو غفور رحيم المولي عز و جل...
و ما أحلي أن يرضي الله سبحانه و تعالي عن عبد... ما أحلي ذلك !
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shbabcooool.yoo7.com
 
ما أحلي ذلك !!!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شباب كوووول :: المنتدي الثقافي :: القصة القصيرة-
انتقل الى: